أبالموت الذى لا بدّ أنى |
|
ملاق لا أباك تخوّفينى (١) |
أراد : لا أبا لك ؛ فحذف اللام من جارى عرف الكلام. وقال جرير :
يا تيم تيم عدىّ لا أبا لكم |
|
لا يلقينّكم فى سوأة عمر (٢) |
وهذا أقوى دليل على كون هذا القول مثلا لا حقيقة ؛ ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون للتّيم كلّها أب واحد ، ولكن معناه : كلكم أهل للدعاء عليه والإغلاظ له.
وقال الحطيئة :
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم |
|
من اللّوم أو سدّوا المكان الذى سدّوا (٣) |
فإن قلت : فقد أثبت الحطيئة فى هذا البيت ما نفيته أنت فى البيت الذى قبله ، وذلك أنه قال (لأبيكم) فجعل للجماعة أبا واحدا ، وأنت قلت هناك : إنه لا يكون لجماعة تيم أب واحد ؛ فالجواب عن هذا من موضعين : أحدهما ما قدّمناه من أنه لا يريد حقيقة الأب ، وإنما غرضه الدعاء مرسلا ففحّش بذكر الأب على ما مضى.
والآخر أنه قد يجوز أن يكون أراد بقوله (لأبيكم) الجمع ؛ أى لا أبا لآبائكم.
__________________
(١) البيت لأبى حيّة النميرى فى ديوانه ص ١٧٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٠٠ ، ١٠٥ ، ١٠٧ ، والدرر ٢ / ٢١٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١١ ، ولسان العرب (خعل) ، (أبى) ، (فلا) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣ / ١٣٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٦ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٥٠١ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٢٤ ، وشرح المفصل ٢ / ١٠٥ ، واللامات ص ١٠٣ ، والمقتضب ٤ / ٣٧٥ ، والمقرب ١ / ١٩٧ ، والمنصف ٢ / ٣٣٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٣٣٧.
(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢١٢ ، والأزهية ص ٢٣٨ ، والأغانى ٢١ / ٣٤٩ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢٩٨ ، ٣٠١ ، ٤ / ٩٩ ، ١٠٧ ، والدرر ٦ / ٢٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٤٢ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٥٥ ، وشرح المفصل ٢ / ١٠ ، والكتاب ١ / ٥٣ ، ٢ / ٢٠٥ ، واللامات ص ١٠١ ، ولسان العرب (أبى) والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٠ ، والمقتضب ٤ / ٢٢٩ ، ونوادر أبى زيد ص ١٣٩ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٤ / ٢٠٤ ، وأمالى ابن الحاجب ٢ / ٧٢٥ ، وجواهر الأدب ص ١٩٩ ، ٤٢١ ، وخزانة الأدب ٨ / ٣١٧ ، ١٠ / ١٩١ ، ورصف المبانى ص ٢٤٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٥٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٢٢ ، وشرح المفصل ٢ / ١٠٥ ، ٣ / ٢١ ومغنى اللبيب ٢ / ٤٥٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٢.
(٣) انظر الديوان والكامل ٥ / ١٥٤. (نجار).