والبخل ، والبخل ، والعجم ، والعجم ، والعرب ، والعرب. وفعل ممّا يكسّر على فعل ، كأسد ، وأسد ، ووثن ، ووثن. حكى صاحب (١) الكتاب (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً) [النساء : ١٧] وذكر أنها قراءة. وكما كسّروا فعلا على فعل ، وكانت فعل وفعل أختين معتقبتين على (المعنى) الواحد كعجم وعجم وبابه جاز أيضا أن يكسّر فعل على فعل ؛ كما ذهب إليه صاحب الكتاب فى الفلك إذ كسّر على الفلك ؛ ألا ترى أن قوله عزّ اسمه (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [الشعراء : ١١٩ ، يس : ٤١] يدلّ على أنه واحد ، وقوله تعالى : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) [يونس : ٢٢] فهذا يدل على الجمعيّة. فالفلك إذا فى الواحد بمنزلة القفل ، والخرج ، والفلك فى الجميع بمنزلة الحمر والصفر.
فقد ترى اتّفاق الضمّتين لفظا واختلافهما تقديرا ومعنى. وإذا كان كذلك فكسرة الفاء فى هجان ، ودلاص فى الواحد ككسرة الفاء فى كناز وضناك ، وكسرة الفاء فى هجان ودلاص فى الجمع ككسرة الفاء فى كرام ولئام.
ومن ذلك قولهم قنو وقنوان ، وصنو وصنوان ، وخشف وخشفان ، ورئد ورئدان ، ونحو ذلك مما كسّر فيه فعل على فعلان ؛ كما كسّروا فعلا على فعلان. وذلك أن فعلا وفعلا قد اعتقبا على المعنى الواحد ؛ نحو بدّل وبدل ، وشبه وشبه ، ومثل ومثل. فكما كسّروا فعلا على فعلان كشبث وشبثان ، وخرب وخربان (٢) ، ومن المعتلّ تاج وتيجان ، وقاع وقيعان ، كذلك كسّروا أيضا فعلا على فعلان ، فقالوا : قنو وقنوان ، وصنو وصنوان.
ومن وجه آخر أنهم رأوا فعلا وفعلا قد اعتقبا على المعنى الواحد ؛ نحو العلو والعلو ، والسفل والسفل ، والرجز والرجز ؛ فكما كسّروا فعلا على فعلان ككوز وكيزان ، وحوت وحيتان ، كذلك كسّروا أيضا فعلا على فعلان ؛ نحو صنو
__________________
(١) الذى فى الكتاب ٢ / ١٧٧ : «وذلك نحو : أسد وأسد ، ووثن ووثن ، بلغنا أنها قراءة» وقراءة أثن ذكرها أبو حيان ولم يعزها ، وأثن عليها مبدلة من وثن. وانظر البحر ٣ / ٣٥٢ عند قوله تعالى فى سورة النساء الآية ١١٧ : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً). (نجار).
(٢) شبث وشبثان : هو دويبة كثيرة الأرجل. خرب وخربان : هو ذكر الحبارى.