ومنه الصدى لما يعارض الصوت. ومنه قراءة الحسن رضى الله عنه (صاد والقرآن) وكان يفسّره : عارض القرآن بعملك ، أى قابل كلّ واحد منهما بصاحبه ـ [قال العجلىّ :
* يأتى لها من أيمن وأشمل (١) *
] وكذلك سرسور مال ، أى عارف بأسرار المال ، فلا يخفى عنه شيء من أمره.
ولست أقول كما يقول الكوفيّون ـ وأبو بكر معهم ـ : إن سرسورا من لفظ السرّ ، لكنه قريب من لفظه ومعناه ، بمنزلة عين ثرّة وثرثارة. وقد تقدّم ذكر ذلك.
وكذلك سوبان مال ؛ هو (فعلان) من السّأب ، وهو الزقّ للشراب ؛ قال الشاعر:
إذا ذقت فاها قلت علق مدمّس |
|
أريد به قيل فغودر فى ساب (٢) |
والتقاؤهما أن الزقّ إنما وضع لحفظ ما فيه ، فكذلك هذا الراعى يحفظ المال ويحتاط عليه احتياط الزقّ على ما فيه.
وكذلك محجن مال ، هو (مفعل) من احتجنت الشىء إذا حفظته وادّخرته.
وكذلك إزاء مال ، هو (فعال) من أزى الشىء يأزى إذا تقبّض واجتمع ؛ قال :
* ظلّ لها يوم من الشّعرى أزى (٣) *
أى يغمّ الأنفاس ويضيّقها لشدة الحرّ. وكذلك هذا الراعى يشحّ عليها ويمنع
__________________
(١) زيادة فى ش ، ب خلت منها أ. وفى ج : «قال العجلى يصف الراعى : يأتى بها من أيمن وأشمل». والعجلى هو أبو النجم. وهذا فى أرجوزته الطويلة التى أولها :
* الحمد لله الوهوب المجزل*
(نجار).
(٢) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى لسان العرب (سأب) ، (دمس) ، (علق) ، ومقاييس اللغة ٤ / ١٢٨ ، ومجمل اللغة ٣ / ٤٠٥ ، وكتاب العين ٧ / ٢٣٤ ، والمخصص ١١ / ٨١ ، وتهذيب اللغة ١٢ / ٣٧٩ ، ١٣ / ١٠٤ ، وجمهرة اللغة ص ٦٤٨ ، وتاج العروس (سأب) ، (دمس).
(٣) قائله من باهلة. وعجزه :
* نعوذ منه بزرانيق الركى*
وزرانيق الركى : أبنية تبنى على جوانب الآبار ، وعلى البئر زرنوقان يعلق عليهما البكرة. وانظر اللسان (أزى) ، ومجالس ثعلب ٦١٤. (نجار).