فذاك من (ح ل س) وهذا من (أرز) فالحاء أخت الهمزة ، واللام أخت الراء ، والسين أخت الزاى. وقالوا : أفل ؛ كما قالوا : غبر ؛ لأن أفل : غاب ، والغابر غائب أيضا. فذاك من (أف ل) وهذا من (غ ب ر) فالهمزة أخت الغين ، والفاء أخت الباء ، واللام أخت الراء.
وهذا النحو من الصنعة موجود فى أكثر الكلام وفرش اللغة ، وإنما بقى من يثيره ويبحث عن مكنونه ، بل من إذا أوضح له وكشفت عنده حقيقته طاع طبعه لها فوعاها وتقبّلها. وهيهات ذلك مطلبا ، وعزّ فيهم مذهبا! وقد قال أبو بكر : من عرف ألف ، ومن جهل استوحش. ونحن نتبع هذا الباب بابا أغرب منه ، وأدلّ على حكمة القديم سبحانه ، وتقدّست أسماؤه ، فتأمّله تحظ به بعون الله تعالى.
* * *