فى الاسم ؛ نحو عثوثل ، وغدودن ، وخفيدد ، وعقنقل ، وعبنبل (١) ، وهجنجل ، قال :
ظلّت وظلّ يومها حوب حل |
|
وظلّ يوم لأبى الهجنجل (٢) |
فدخول لام التعريف فيه مع العلميّة يدلّ على أنه فى الأصل صفة كالحرث ، والعبّاس ؛ وكل واحد من هذه المثل قد فصل بين عينيه بالزائد لا باللام.
فعلمت أن تكرير المعنى فى باب صمحمح (إنما هو للعين) وإن كانت اللام فيه أقوى من الزائد فى باب افعوعل وفعوعل وفعيعل ، (وفعنعل) لأن اللام بالعين أشبه من الزائد بها. ولهذا أيضا ضاعفوها كما ضاعفوا العين للمبالغة ؛ نحو عتلّ ، وصملّ ، وقمدّ ، وحزقّ ؛ إلا أن العين أقعد فى ذلك من اللام ؛ ألا ترى أن الفعل الذى هو موضع للمعانى لا يضعّف ولا يؤكّد تكريره إلا بالعين. هذا هو الباب.
فأما اقعنسس ، واسحنكك فليس الغرض فيه التوكيد والتكرير ؛ لأن ذا إنما ضعّف للإلحاق ، فهذه طريق صناعية ، وباب تكرير العين هو طريق معنوية ؛ ألا ترى أنهم لمّا اعتزموا إفادة المعنى توفّروا عليه ، وتحاموا طريق الصنعة والإلحاق فيه ، فقالوا : قطّع وكسّر ، تقطيعا وتكسيرا ، ولم يجيئوا بمصدره على مثال (فعللة) فيقولوا : قطّعة ، وكسّرة ؛ كما قالوا فى الملحق : بيطر بيطرة ، وحوقل حوقلة ، وجهور جهورة.
ويدلّك على أن افعوعل لمّا ضعّفت عينه للمعنى انصرف به عن طريق الإلحاق ـ تغليبا للمعنى على اللفظ ، وإعلاما أنّ قدر المعنى عندهم أعلى وأشرف من قدر اللفظ ـ أنهم قالوا فى افعوعل من رددت : (اردودّ) ولم يقولوا : اردودد ، فيظهروا التضعيف للإلحاق ؛ كما أظهروه فى باب اسحنكك ، واكلندد (٣) ، لمّا كان للإلحاق باحرنجم ، واخرنطم ؛ ولا تجد فى بنات الأربعة نحو احروجم ، فيظهروا (افعوعل) من رددت فيقال (اردودد) لأنه لا مثال له رباعيّا فيلحق هذا به.
__________________
(١) عبنبل : ضخم شديد.
(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (هجل) ، وتاج العروس (هجل). حوب : زجر لذكور الإبل. حل : زجر لإناثها.
(٣) الكلندد : اشتدّ.