الخصائص [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الخصائص

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الخصائص [ ج ١ ]

الخصائص

الخصائص [ ج ١ ]

تحمیل

شارك

أعاقر كذات رحم

أم غانم كن يخيب (١)

فكان ينبغى أن يعادل بقوله : «ذات رحم» نقيضتها فيقول : أغير ذات رحم كذات رحم ، وهكذا أراد لا محالة ، ولكنه جاء بالبيت على المسألة. وذلك أنه لمّا لم تكن العاقر ولودا صارت وإن كانت ذات رحم كأنها لا رحم لها ؛ فكأنه قال : أغير ذات رحم كذات رحم ؛ كما أنه لمّا لم يوفّ أذانه ولا إقامته حقّهما لم يثبت له واحدا منهما ؛ لأنه قاله بأو ، ولو قال : ما أدرى أأذن أم أقام [بأم] لأثبت له أحدهما لا محالة.

ومن ذلك قول النحويين : إنهم لا يبنون من ضرب وعلم ، وما كانت عينه لاما ، أو راء مثل عنسل. قالوا : لأنا نصير به إلى ضنرب وعنلم ، فإن أدغمنا ألبس بفعّل ، وإن أظهرنا النون قبل الراء واللام ثقلت ؛ فتركنا بناءه أصلا. وكان ينشد فى هذا المعنى قوله :

فقال : ثكل وغدر أنت بينهما

فاختر وما فيهما حظّ لمختار (٢)

وقول الآخر :

رأى الأمر يفضى إلى آخر

فصيّر آخره أوّلا

ووجدت أنا من هذا الضرب أشياء صالحة.

منها أن الشعر المجزوء إذا لحق ضربه قطع لم تتداركه العرب بالردف. وذلك أنه لا يبلغ من قدره أن يفى بما حذفه الجزء ؛ فيكون هذا أيضا [كقولهم للمغنّى غير المحسن : تتعب ولا أطرب]. ومنهم من يلحق الردف على كل حال. فنظير معنى هذا معنى قول الآخر :

* ومبلغ نفس عذرها مثل منجح (٣) *

__________________

(١) البيت من مجزوء البسيط ، وهو لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ص ١٣ ، ولسان العرب (رحم) ، وتاج العروس (رحم).

(٢) البيت من البسيط وهو للأعشى فى ديوانه ص ٢٢٩ ، ولسان العرب (عبد).

(٣) عجز بيت من الطويل ، وهو لعروة بن الورد فى ديوانه ص ٢٣ ، وزهر الأكم ١ / ١٥١ ، وبلا نسبة فى أساس البلاغة ص ٤٤٦ (نجح).