أى بشخص أو بإنسان مثل اليعفور ، وهو واسع كثير. فلمّا كثر استعمالهم إيّاه وهو مجاز استعمال الحقيقة واستمرّ واتلأبّ ، تجاوزوا به ذاك إلى أن أصاروه كأنه هو الأصل والحقيقة ، فعادوا فاستعاروا معناه لأصله فقال :
* ورمل كأوراك العذارى ... (١) *
وهذا من باب تدريج اللغة ، وقد ذكر فيما مضى. وكان أبو علىّ رحمهالله إذا أوجبت القسمة عنده أمرين كلّ واحد منهما غير جائز يقول فيه : قسمة الأعشى ، يريد قوله :
* فاختر وما فيهما حظّ لمختار (٢) *
وسأله مرّة بعض أصحابه فقال له : قال الخليل فى ذراع : كذا وكذا ، فما عندك أنت فى هذا (٣)؟ فأنشده مجيبا له :
إذا قالت حذام فصدّقوها |
|
فإنّ القول ما قالت حذام (٤) |
ويشبه هذا ما يحكى عن الشعبىّ أنه ارتفع إليه فى رجل بخص عين رجل ، ما الواجب فى ذلك؟ فلم يزدهم على أن أنشدهم بيت الراعى :
__________________
(١) سبق تخريجه.
(٢) عجز بيت من البسيط ، وهو للأعشى فى ديوانه ص ٢٢٩ ، ولسان العرب (عبد). وصدره :
* فقال : ثكل وغدر أنت بينهما*
(٣) أى فى تسمية المذكر بذراع ، هل يصرف أو يمنع من الصرف. ورأى الخليل صرفه. اللسان (ذرع).
(٤) البيت من الوافر ، وهو للجيم بن صعب فى شرح التصريح ٢ / ٢٢٥ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥٩٦ ، والعقد الفريد ٣ / ٣٦٣ ، ولسان العرب (رقش) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٧٠ ، وله أو لوشيم بن طارق فى لسان العرب (نصت) ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ١٣١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٥٣٧ ، وشرح شذور الذهب ص ١٢٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٨ ، وشرح قطر الندى ص ١٤ ، وشرح المفصل ٤ / ٦٤ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٧٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٢٠.