ملحونة ، أقبح لحن؟ وما يضر بلالا لحنه في كلامه ، إذا كانت أفعاله مقومة ، أحسن تقويم ، مهذبة أحسن تهذيب؟
قال الرجل : يا أمير المؤمنين! وكيف ذلك؟
قال ـ عليه السلام ـ : حسب بلال من التقويم لأفعاله والتهذيب لها (١) أنه لا يرى أحدا نظيرا لمحمد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثم لا يرى أحدا بعد محمد (٢) نظيرا لعلي بن أبي طالب. ويرى أن كل من عاند عليا فقد عاند الله ورسوله.
ومن أطاعه فقد أطاع الله ورسوله. وحسب فلان من الاعوجاج واللحن في أفعاله التي لا ينتفع معها باعرابه لكلامه بالعربية وتقويمه للسانه ، أن يقدم الأعجاز على الصدور والأستاه (٣) على الوجوه ، وان يفضل الخل في الحلاوة ، على العسل ، والحنظل في الطيب ، والعذوبة على اللبن. يقدم على ولي الله ، عدو الله (٤) الذي لا يناسبه بشيء (٥) من الخصال في (٦) فضله ، هل هو الّا كمن قدم مسيلمة على محمد في النبوة في (٧) الفضل (٨)؟ ما هو الا من الذين قال الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (٩).
__________________
(١) أ : لما ، المصدر : بها.
(٢) المصدر : بعده.
(٣) أ : الاسناء.
(٤) ليس في أ.
(٥) المصدر : في شيء.
(٦) أ : من.
(٧) المصدر : و.
(٨) أ : وظاهر في الفضل.
(٩) الكهف / ١٠٤.