وقيل (١) : «اشتقاقه من التعذيب. الذي هو ازالة العذب (٢). كالتغذية والتمريض».
أو من العذبة. وهي القذاة. وماء ذو عذب ، أي : كثير القذى. فكما أن القذاة تنغص (٣) الماء وكذلك العذاب ، ينغص (٤) العيش.
أو من أعذب حوضك ، أي : انزع ما فيه من قذى. فكذلك العذاب ينزع (٥) من الجاني ، ما فيه من الجناية.
أو من العذوبة. لأن عذاب كل أحد مما (٦) يستعذبه ضده. فعذاب الكافرين ، مما يستعذ به المؤمنون.
و «العظيم» ، ضد الحقير ، والكبير ضد الصغير. كما أن الحقير ، دون الصغير.
فالعظيم فوق الكبير.
قيل (٧) : «ومعنى التوصيف به ، أنه إذا قيس بسائر ما يجانسه ، قصر عنه جميعه ، وحقر بالاضافة اليه. ومعنى التنكير في الاية ، ان على أبصارهم غشاء ، ليس مما يتعارفه الناس. وهو التعامي عن الآيات. ولهم من الآلام العظام ، نوع ، يعلم كنهه الله تعالى» ، أي : في الاخرة.
وقال بعضهم : ان لهم عذابا في الدنيا والاخرة. لأن عذابهم الأخروي ، ليس الا صور اعتقاداتهم ونتائج أعمالهم ، من دركات النيران. وما فيها من الآلام ، كانت في الدنيا معاني ، فصارت في الاخرة صورا ، فهم دائمون فيها. لكنهم
__________________
(١) ر. أنوار التنزيل ١ / ٢١ ـ ٢٢.
(٢) أ : العذاب.
(٣) أ : تنقص.
(٤) أ : ينقص.
(٥) أ : نزع.
(٦) ليس في أ.
(٧) نفس المصدر ١ / ٢٢.