وقوع الختم عليهما : ألم يكن لهم أبصار يبصرون بها الآيات الظاهرة والمعجزات الباهرة؟ فقال : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ). ولما لم يكن في نظم الكلام ، ما ينظر اليه التغشية ، غيّر الأسلوب.
و «البصر» ، قوة أودعت في ملتقى العصبتين ، المجوفتين النابتتين (١) ، من مقدم الدماغ. وقد يطلق على العضو. وكذلك «السمع». وهو قوة أودعت في باطن الصماخ (٢).
و «غشاوة» ، مرفوع مبتدأ. و «على أبصارهم» خبره عند سيبويه. وفاعل الظرف ، عند الأخفش لاعتماده على ما قبله. ويؤيده العطف على الجملة الفعلية.
وقرئ بالنصب ، على معنى وجعل على أبصارهم غشاوة. أو على حذف الجار. وإيصال الفعل ، نفسه اليها. والمعنى : وختم على أبصارهم بغشاوة.
وقرئ بالضم والرفع وبالفتح والنصب.
و «غشوة» بالكسر ، مرفوعة. و «بالفتح مرفوعة» (٣) ومنصوبة.
و «غشاوة» ، بالعين الغير معجمة ، من العشا مصدر الأعشى. وهو الذي لا يبصر بالليل.
(وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧)) : وعيد ، وبيان لما يستحقونه.
«والعذاب» ، كالنكال ، بناء ومعنى. يقال «أعذب عن الشيء ونكل» ، إذا أمسك عنه. ومنه الماء العذب ، لأنه يقمع العطش ، ويردعه. فسمّي «العذاب» ، عذابا ، لأنه يردع الجاني عن المعاودة الى الجناية. ثم اتسع ، فأطلق على كل ألم شديد وان لم يكن ، نكالا ، أي. عقابا ، يرتدع به الجاني عن المعاودة.
__________________
(١) أ : النابتين.
(٢) ر : الطماخ.
(٣) ليس في أ.