على الجزء. وان كانت عبارة عن الجثة (١) فقط ، فاطلاقه عليه ، لعلاقة واقعة بينهما.
وان كانت عبارة عن الروح المجرد ، فقط ، وهو الظاهر ، فان الذات في الحقيقة ما يعبّر عنه بلفظ «أنا». وهو الباقي من أول العمر الى آخره ، وما عداه كالعوارض بالنسبة اليه. ولا شك أن هذا الأمر ، هو الروح المجرد ، لا الجثة. فإنها كل يوم تتبدل. فعلى هذا اطلاق النفس ، بمعنى ، الذات عليه ، حقيقة. وفيما عداه مجاز.
وإذا أريد «بأنفسهم» ، النفوس الناطقة المتعلقة بأبدانهم ، أو القلوب ، أو الأرواح بمعناه ، فلا شك أن ضرر المخادعة الواقعة بينهم وبين الله والمؤمنين ، راجع اليها ، مقصور عليها. لكن قصرا إضافيا. فان ذلك الضرر ، يعود الى جثتهم وقلوبهم الصنوبرية وأرواحهم الحيوانية ، أيضا. فان عذابهم ، لا يكون روحانيا ، فقط.
(وَما يَشْعُرُونَ) (٩) : معطوف على قوله : (وَما يَخْدَعُونَ) ، أو على قوله : (يُخادِعُونَ).
وقيل : معترضة من الشعور. وهو ادراك الشيء بالحاسة. مشتق من الشعار.
وهو ثوب يلي شعر الجسد. ومنه مشاعر الإنسان ، أي : حواسه الخمسة التي يشعر بها. لأنها متلبسة بجسده. كالشعار. أو من الشعر. وهو ادراك الشيء من وجه يدق ويخفى.
والأول ، أبلغ وأنسب بالمقام. لان فيه أشعارا بانحطاطهم ، عن مرتبة البهائم حيث لا يدركون أجلى المعلومات. أعني ، المحسوسات التي تدركه (٢) البهائم.
ولذلك اختاره على ما يعلمون.
ومفعوله ، محذوف. فاما أن يقدر للعلم به. والمعنى ، وما يشعرون أن وبال
__________________
(١) أ : الجنة.
(٢) أ : تركه.