أو الجبن والخور ، لان قلوبهم كانت متصفة بهذه الاعراض كلها.
وفي تقديم الخبر فائدتان : تخصيص المبتدأ النكرة وافادة الحصر ، ادعاء.
(فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) : معطوف على الجملة السابقة.
والمعنى أنه لما كان في قلوبهم ، مرض واستعداد للمرض ، فزيد مرضهم.
والمراد «بالزيادة» ، الختم على قلوبهم ، حتى لا يخرج شيء من هذه النقائص ولا يدخل شيء ممّا لها ، من النقائض. وانما أتى بالجملة الفعلية ، في المعطوف ، دون المعطوف عليه ، لتجدد ذلك التزايد ، يوما فيوما. بخلاف أصل المرض. فانه كان ثابتا مستقرا في قلوبهم.
ويمكن أن يراد «بالزيادة» ، زيادته بحسب زيادة التكاليف وتكرير الوحي وتضاعف النصر. فحينئذ يكون اسناد الزيادة الى الله ، من حيث أنه مسبب من فعله أو دعائية. والمتعين حينئذ ، هو المعنى الاول.
و «الزيادة» يجيء لازما ومتعديا الى مفعولين ، كما في الاية أيضا. فحينئذ يكون مفعوله الثاني ، «مرضا» ، أو محذوفا ، أي : فزادهم الله مرضهم. وقيل : الاول محذوف. وهو تكلف.
(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : قال البيضاوي (١) : أي مؤلم. يقال : ألم فهو أليم ، كوجع فهو وجيع (٢). وصف به العذاب للمبالغة ، كقوله : تحية بينهم ، ضرب وجيع ورد بأن : فعيل بمعنى مفعل. اسم فاعل غير ثابت ، على ما سيجيء في قوله (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٣) فهو بمعنى المؤلم ، اسم مفعول ، كوجع فهو وجيع بمعنى الموجع. وانما أسند الى العذاب ، لأنه من ملابسات فاعله الذي هو المعذب
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٢٤.
(٢) أ : كرجع فهو رجيع.
(٣) البقرة / ١١٧ ، الانعام / ١٠١.