أن اسناد الفعل اليه ، على الحقيقة. والعمه. قيل : مثل العمى. الا أن العمى ، عام في البصر والرأي. والعمه في الرأي ، خاصة. وقيل : العمى في العين والعمه في القلب ، وهو التحير والتردد ، لا يدري أين يتوجه. يقال : رجل عامه وعمه.
وأرض عمهاء. لا مارّ بها.
ولعل التخصيص ، يكون «حيث يكون» (١) المقابلة.
و «في طغيانهم» ، اما متعلق بيمدهم ، وحينئذ يكون «يعمهون» ، حالا من مفعول «يمدهم». أو فاعل «الطغيان». واما متعلق «بيعمهون» ، قدم عليه ، لرعاية الفاصلة. وحينئذ يتعين أن يكون حالا من الأول.
(وفي كتاب الاحتجاج (٢) ، للطبرسي ـ رحمه الله ـ عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ حديث طويل وفيه : ولو علم المنافقون ـ لعنهم الله ـ ما عليهم من ترك هذه الآيات التي ، بينت لك تأويلها ، لأسقطوها ، مع ما أسقطوا منه. ولكن الله ـ تبارك اسمه ـ ماض حكمه ، بإيجاب الحجة على خلقه. كما (٣) قال (٤) : (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ). أغشى أبصارهم. وجعل على قلوبهم ، أكنة عن تأمل ذلك. فتركوه بحاله وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله. فالسعداء يتنبهون (٥) عليه. والأشقياء يعمهون (٦) عنه) (٧).
قال بعض الفضلاء : وإذ قد وقع الفراغ ، من حل ظاهر عباراته ، فاسمع
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) الاحتجاج ١ / ٣٧٦.
(٣) المصدر : كما قال الله تعالى.
(٤) الانعام / ١٤٩.
(٥) المصدر : ينهون.
(٦) المصدر : يعمون.
(٧) ما بين القوسين ليس في أ.