ما حولهم. وزوال ذلك الاستنفاع عنهم ، على القرب باهلاكهم ، أو افشاء نفاقهم (١) ، على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ هو ذهاب نورهم ، وإلقاؤهم في أحيان ظهور النفاق ، والوعيد بالعذاب السرمد. أو الوقوع فيه ، على مراتبه تركهم ، في الظلمات المتعددة الشديدة. وعدم استعمالهم قواهم فيما خلقت له ، بمنزلة اخلالها.
ورسوخهم وتمكنهم فيما أوقعهم فيه ، بما يخالف فطرتهم ، كعدم القدرة من المستوقدين على الرجوع الى ما كانوا عليه.
وأما وجه الشبه : فان اعتبرته بين مفردين ، من مفردات طرفي التشبيه ، كما سبقت الاشارة اليه ، فذلك من قبيل التشبيه المفرد. وهو أن تأخذ أشياء ، فرادى.
فتشبهها بأمثالها كقوله :
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا |
|
لدى وكرها العناب والخشف البالي (٢) |
وان اعتبرته بأن تنزع من مفردات أحد الطرفين ، هيئة اجتماعية وحدانية وشبهتها بهيئة انتزعتها من مفردات الطرف الآخر ، من غير ملاحظة تفاصيل مفردات الطرفين ومشابهة بعضها مع بعض ، فذلك من قبيل التشبيه المركب المسمى عند أرباب البيان ، بالتمثيل. وهو الذي يهتم به أرباب البلاغة.
وكل كلام يحتملهما فذكرهم الأول ، احتمال لفظي. ولا مساغ للذهاب الا الى الثاني. وذلك لأنه يحصل في النفس ، من تشبيه الهيئة المركبة ، ما لا يحصل من تشبيه مفرداتها. ولعبد القاهر (٣) ، كلام مشهور في أن اعتبار التركيب ، في قول الشاعر :
__________________
(١) أ : نفاتهم.
(٢) ر. أنوار التنزيل ١ / ٣١.
(٣) اسرار البلاغة / ١٦٩.