والإبراق. ولأنهما ليسا أنواعا مختلفة ، بالنظر الى أسبابها (١) ، كالظلمة. وكينونتهما في السحاب ، ظاهرة. وأما في المطر ، فلأنهما لما كانا في محل يتصل به أعلاه ومصبه ، أعني ، السحاب ، جعلا كأنهما فيه. أو لأن المطر كما ينزل من أسفل السحاب ، ينزل من أعلاه ـ أيضا ـ فهو شامل للفضاء (٢) الذي فيه السحاب. فهما في جزء من المطر ، يتصل بالسحاب.
وانما جاءت الأشياء ، نكرة ، لأن المراد ، أنواع منها. كأنه قيل : فيه ظلمات داجية (٣) ورعد قاصف (٤) وبرق خاطف.
والأصل في كلمة «في» ، أن تستعمل (٥) في ظرفية (٦) الأجسام ، للأجسام. ثم اتسع فيها ، فاستعمل في ظرفية الزمان ، للأحداث. ولمحلية المعروضات ، لأعراضها والموصوفات لصفاتها ، الى غير ذلك.
(يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) :
الضمائر ، ترجع الى أصحاب الصيّب. ولفظ «الأصحاب» وان حذف.
وأقيم «الصيب» مقامه ، لكن معناه باق. فيجوز أن يعول عليه. وهو استئناف لا محل له من الاعراب. فكأنه لما ذكر ما يؤذن بالشدة والهول ، قيل : فكيف حالهم مع ذلك؟ فأجيب : بأنهم يجعلون أصابعهم في آذانهم (٧).
__________________
(١) أ : أسبابهما.
(٢) أ : للقضاء.
(٣) أ : واجية ، المتن : داجينة.
(٤) أ : فاصف.
(٥) أ : يستعمل.
(٦) أ : طرفيه.
(٧) ر. أنوار التنزيل ١ / ٢٩.