بغلبته ، على من يغاويه ، حيث يقول له : ان غلبتك ، لم أبقي عليك. أو خطابا معهم ، على حسب ظنهم. فان العجز ـ قيل ـ (١) لم يكن محققا عندهم. أو حفظا لمشاكلة (٢) صدر الاية السابقة.
والمعنى : فان لم تفعلوا ، أي : لم تقدروا على الفعل الذي هو الإتيان المكيف بقرينة ما سبق. ومحقق أنكم لا تقدرون ، بناء على أنه اعتراض. (فَاتَّقُوا النَّارَ) ـ الى آخره ـ.
وبما قررنا ، ظهر فساد ما قاله العلامة السبزواري ، في تفسيره (٣). قال : ويخطر بالبال ، أن الحالية ، في كمال الاستقامة. وان أطبق المفسرون ، على أنها اعتراضية. والمعنى : أنكم لم تأتوا بسورة ، حال كونكم ، غير قادرين على الإتيان بها. وحينئذ ترتب الجزاء على الشرط ، إذ بمجرد عدم الفعل ، لا يعلم عدم صحة القدرة ، حتى يترتب عليه ، اتقاء النار. بل يمكن أن لا يعتنوا بشأنه. وعدم القدرة ، من تأبيد النفي. إذ لو تحقق القدرة منهم ، لأتى واحد من هؤلاء ، بما طلبوا ، في زمان من الأزمنة ، ليتخلصوا من القتل والغارة وذل إعطاء الجزية.
ثم كتب في الحاشية : قال الشيخ الرضي ، في شرح الكافية : ويشترط في
__________________
(١) أ ، ر : قبل.
(٢) أ : لمشاكلته.
(٣) الظاهر ، هو مولى حسين بن على الواعظ الكاشفى (م ٩١٠) وتفسيره الموسوم بجواهر التفسير لتحفة الأمير. ويقال له «العروس» ـ أيضا. وهو تفسير فارسى ألفه باسم الوزير الأمير نظام الدين على شير الجغتائى الذي استوزره السلطان حسين ميرزا بايقرا في شعبان ٨٧٦ ، الى أن توفى في ١١ ، ج ٢ ، ٩٠٦. وهذا التفسير لم يتم تأليفه بل لم يبلغ حد النصف من الجزء الخامس. ثم انه اختصره وكتب تفسيرا آخر. سماه «بالمواهب العلية». ويسمى ـ أيضا هذا التفسير الاخر «بتفسير حسينى». (ر. الذريعة ٥ / ٢٦٦ ـ ٢٦٥).
جواهر التفسير لم يطبع ، الى الآن. وتفسير المواهب العلية ، طبع مرتين في الهند وايران.