وانا أقول : ان كان يعلم من تتبع كلام الفصحاء ، من العرب العرباء ، أن أمثال هذه الجمل ، اعتراضية. وليست بحالية. وانهم لم يستعملوها ، حالا ، لكان لكلام النحاة ، وجه. ويحسن منهم ، ارتكاب ما ارتكبوا ، في هذا الباب. ومعلوم أن الأمر ، ليس كذلك. وعدم شيوع دخول الحروف (١) الاستقبالية ، على الجمل الحالية ، لا يوجب الحكم ، بالامتناع. ووجوب خلو الحال عنها ، إذا لم يكن ، يلزم المفارقة في الزمان ، بينها وبين صاحبها. وبمحض قول جماعة ، إذا علم مأخذ قولهم ، لا يجب متابعتهم. وان كانوا من المشاهير. خصوصا إذا لم يوجد ذلك الاشتراط ، في كلام من هو أشهر منهم ـ انتهى كلام ذلك العلامة ـ.
فلينظر الى ما في هذا الكلام ، من الخبط.
ثم قال : وعلى التقديرين ، هذا الكلام ، معجزة أخرى له ـ عليه السلام ـ إذ أخبر وكان كما أخبر.
أقول : على تقدير كونه ، (اعتراضا معجزة. وأما على تقدير كونه) (٢) حالا ، كما قال ، فلا. فان الجمل التي لها محل من الاعراب وقعت موقع المفردات ، فتكون نسبها ملحوظة ، اجمالا. ولا يصح اتصافها بالصدق والكذب.
و «الوقود» ، ـ بالفتح ـ الحطب. يرفع (٣) به النار. وأما المصدر ، فمضموم.
وقد جاء فيه الفتح.
وقرئ بالضم :
اما (٤) على أنه مصدر مستعمل ، بمعنى المفعول ، مجازا لغويا ، فأريد بالوقود ،
__________________
(١) أ : الحرف.
(٢) ما بين القوسين ليس في أ.
(٣) ر : ينرفع.
(٤) ليس في أ.