أو خبر مبتدأ محذوف. والتقدير هي أو هم.
ورد ذلك الأخير ، بأن تلك الجملة المحذوفة المبتدأ ، ان جعلت صفة ، أو استئنافا ، كان تقدير الضمير ، مستدركا. وان جعلت ابتداء كلام ، لا يكون صفة ولا استينافا. فلتكن كذلك بلا حذف.
وأجيب ، بأن تقدير هي ، يظهر معنى الوصفية. وبتقديرهم ، يظهر تقوّي شأن الاستيناف. فلا استدراك. وفيه ضعف لا يخفى.
(مِنْها) ، متعلق «برزقوا».
(مِنْ ثَمَرَةٍ) ، متعلق به ، أيضا.
وكلمة «من» ، فيهما ، لابتداء الغاية.
فان قلت : لا يصح أن يتعلق بفعل واحد ، حرفا جر ، يتحدان في المعنى ، عند النحاة ، الا على قصد (١) الابدال والتبعية.
قلت : لا مجال لذلك في الاية الكريمة. فإنهما ليستا متعلقتين بفعل واحد.
بل بفعلين مختلفين ، بالإطلاق والتقيد. فالمطلق ، أعني : «رزقوا» ، جعل مبتدأ من الجنات. وبعد تقييده ، بالابتداء منها ، جعل مبتدأ من الثمرة ، مع أنه لقائل ، أن يمنع عدم صحة الابدال هاهنا. فانه يجوز أن يكون بدلا من الأولى ، بتقدير صفة ، أي : من ثمرة كائنة منها. وكلا الطرفين ، لغو ، لرزقوا. فلا حاجة الى أن يجعل الأول ، حالا من «رزقا» ، والثاني من ضميره (٢) فيها ، أي : الحال (منه (ره)) (٣).
(قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) :
أي : هذا الظاهر المحسوس ، من المرزوق ، كالمرزوق الذي رزقناه في الشكل
__________________
(١) ر : قصة.
(٢) ر : ضمير.
(٣) ذكرت في هامش النسخ.