واما زائدة. فيكون حرفا. لأن زيادة الحروف ، أولى من زيادة الأسماء ، لاستبدادها بالجزئية.
وأيضا ، ثبت زيادتها ، في نحو ، (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) (١). ووصفيتها لم تثبت. فالحمل على ما ثبت ، في موضع الالتباس.
وفائدة «ما» هذه ، اما التحقير ، نحو ، هل أعطيت الا أعطية ما. أو التعظيم ، نحو : لأمر ما يسود من يسود. أو التنويع ، نحو : أضربه ضربا ما ، أي : نوعا من أنواعه ، أيها كان.
ويجتمع هذه المعاني ، كلها ، في الإبهام وتأكيد التنكير ، أي : عطية لا تعرف من حقارتها ، وأمر مجهول العظمة وضربا مجهولا غير معين.
أو غير ابهامية. بل هي حرف زيدت ، لتأكيد معنى آخر ، غير التنكير والإبهام.
فهي هنا :
اما لتأكيد ضرب المثل. أو نفي الاستحياء ، أي : يضرب المثل ، البتّة ، أو لا يستحيى البتّة.
واما موصولة. وذلك بشرط أن يقرأ بعوضة ـ مرفوعة. ويجعل مع مبتدئه المحذوف ، صلة.
واما موصوفة. والجملة ، صفة. ومحلها النصب ، على البدلية ، أو الاختصاص.
واما استفهامية ، مرفوع المحل ، على أنه مبتدأ. وبعوضة خبره. فانه لما قال في رد استبعادهم : ضرب الله الأمثال بالمحقرات. ان الله لا يستحيى أن يضرب مثلا. لا يبعد أن يقال ، معناه للمبالغة ، في الرد أن لله التمثيل بأشياء محقرة ، لا يتأتى لكم أن تدركوها ، من الحقارة. فيحسن اردافه بما الى آخره.
__________________
(١) آل عمران / ١٥٩.