قال سيبويه : أما زيد فذاهب. معناه : مهما يكن (١) من شيء ، فزيد ذاهب : أي : هو ذاهب لا محالة. وانه منه ، عزيمة.
ففي تصدير الجملتين به ، مبالغة في محمدة المؤمنين ومذمة الكافرين. وكان الأصل ، دخول «الفاء» على الجملة. لأنها الجزاء. لكنهم كرهوا ايلائها حرف الشرط. فأدخلوا الخبر. وعوضوا المبتدأ ، عن الشرط. «فالذين آمنوا» ، مبتدأ.
و «يعلمون» ، خبره.
(أَنَّهُ الْحَقُ) : في موضع مفعولي «يعلمون» (٢).
والحق أن «أن» الواقعة بعد العلم ، لا يغير معنى الجملة ، أي : لا يؤولها الى المفرد. فجزءا (٣) الجملة ، منصوبان ـ محلا ـ على أنهما مفعولاه (٤).
و «الحق» ، في اللغة ، الثابت الذي لا يسوغ إنكاره ، يعم الأعيان الثابتة والأفعال الصائبة والأقوال الصادقة. من قولهم : حق الامر ، إذا ثبت. ومنه : ثوب محقق ، محكم النسج. وفي العرف الأخير ، يخص الأخيرين. وفي اصطلاح ارباب المعقول ، يخص الأخير. فيقولون للأقوال المطابقة للواقع : صادقة وحقة (٥) ، باعتبارين.
والضمير ، في «أنه» ، للمثل. أو لضربه. أو لترك الاستحياء.
(مِنْ رَبِّهِمْ) : في محل النصب ، على أنه حال من «الحق» ، أي : كائنا وصادرا من ربهم. أو من الضمير المستكن. وهو العامل فيه. لكونه مشتقا.
__________________
(١) أ : يمكن.
(٢) أ : جعلوا.
(٣) أ : فحبرا.
(٤) أ : مفعولاها.
(٥) أ : وكاذبه.