سبحان : مصدر ، كغفران. ويندر انقطاعه عن الاضافة. ويمتنع ، حينئذ ، من الصرف. ويحكم عليه ، بأنه علم لجنس التسبيح ، قال : سبحان من علقمة الفاخر.
وإذا أضيف ، ينتصب بفعل مضمر ، نحو : معاذ الله.
وتصدير الكلام به ، لتنزيه الحق سبحانه ، عن منقصة ينبئ الكلام عنها ، بالنسبة الى غيره ، كنفي العلم في الاية. والتوبة المنبئة عن الذنب ، في قول موسى ـ عليه السلام ـ : (سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ) (١). ونسبة الظلم ، في قول يونس ـ عليه السلام ـ : (سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٢).
وهو ، اما مصدر مضاف الى المفعول ، ان كان قائما مقام فعل متعد ، مثل : نسبحك. أو الى الفاعل ، ان كان قائم مقام فعل لازم ، مثل : تنزهت.
والتقدير في قوله (إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) ، اما الّا علم ما علمتنا ، أو بسبب ما علمتنا ، ان كان «ما» موصولا ، أو بسبب تعليمك إيانا ، ان كانت مصدرية. أو لا علم لنا الا ما أعطيتناه ، على أن يراد بالتعليم ، جزء معناه. فان التعليم ، إعطاء العلم.
(إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢)) الذي لا يخفى عليك خافية الحكيم المحكم ، لمبدعاته الذي لا يفعل الا ما فيه ، حكمة بالغة.
و «أنت» ، فصل ، أو تأكيد للكاف ، كما. أو إبطال منفصلته. لأنها ليست حقيقية. ولا مانعة الجمع. وهو ظاهر. ولا مانعة الخلو ، لجواز ارتفاع جميع تلك الوجوه ، لما ذكرنا. اللهم الا أن يقال : انها ليست منفصلة. ولا يخفى ما فيه.
[وفي كتاب التوحيد (٣) : خطبة لعلي ـ عليه السلام ـ ويقول فيها : عجزت
__________________
(١) الاعراف / ١٤٣.
(٢) الأنبياء / ٨٧.
(٣) التوحيد / ٥٠.