رويناه سابقا ، من قول امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وكان ذلك من الله ، تقدمة في آدم ، قبل أن يخلقه واحتجاجا منه عليهم.
و «السجود» : الخضوع والتذلل. وصورته الكاملة ، وضع الجبهة على الأرض. وهو لله سبحانه ، على سبيل العبادة ولغيره على وجه التكرمة.
والمسجود له ، اما الله سبحانه. وآدم ، جعل قبلة. فاللام فيه ، كاللام في قول حسان :
أليس أول من صلى لقبلتكم |
|
وأعرف الناس بالقرآن والسنن؟ |
أو سببا لوجوبه. فاللام فيه كاللام في قوله : (أَقِمِ الصَّلاةَ ، لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) (١).
أو آدم. فاللام فيه ، كاللام ، في قولهم : سجدت له.
(فَسَجَدُوا) :
قيل : الضمير راجع الى المأمورين بالسجود ، أعم من الملائكة والجن.
فان الجن كانوا ـ ايضا ـ مأمورين. لكنه استغنى بذكر الملائكة ، عن ذكرهم.
فانه إذا علم ، أن الأكابر ، مأمورون بالتذلل لأحد والتوسل به ، علم ـ أيضا ـ أن الأصاغر مأمورون به.
[وفي تفسير العياشي (٢) : عن بدر بن خليل الأسدي ، عن رجل من أهل الشام ، قال : قال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ : أول بقعة ، عبد الله عليها ، ظهر الكوفة ، لما أمر الله الملائكة ، أن يسجدوا لآدم. سجدوا على ظهر الكوفة] (٣).
(إِلَّا إِبْلِيسَ) :
اختلفوا في أنه من الملائكة ، أو من الجن. والحق هو الثاني. يدل عليه ،
__________________
(١) الاسراء / ٧٨.
(٢) تفسير العياشي ١ / ٣٤ ، ح ١٨.
(٣) ما بين القوسين ، ليس في أ.