رحمه الله ـ في كتاب النبوة ، بإسناده عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ. قال : سألته عن إبليس ، كان من الملائكة ، أو كان يلي شيئا ، من أمر السماء؟.
قال : كان من الجن. وكان مع الملائكة. وكانت الملائكة ترى أنه منها.
وكان الله سبحانه يعلم أنه ليس منها. فلما أمر بالسجود لآدم ، كان منه الذي كان.
وما وقع في القرآن ، من قوله : (إِلَّا إِبْلِيسَ ، كانَ مِنَ الْجِنِ) (١) ، ومن قوله : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ ، وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٢) ، فنفى المعصية عنهم ، نفيا عاما.
وفي روضة الكافي (٣) : أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن علي بن حديد ، عن جميل بن دراج. قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ عن إبليس. أكان من الملائكة ، أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟
فقال : لم يكن من الملائكة. ولم يكن يلي من أمر السماء. ولا كرامة. فأتيت الطيار. فأخبرته بما سمعت. فأنكره.
وقال : كيف لا يكون من الملائكة؟ والله ـ عز وجل ـ يقول : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ. فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ). فدخل عليه الطيار. وسأله وأنا عنده.
فقال له : جعلت فداك! أرأيت (٤) قوله ـ عز وجل ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ، في غير مكان من مخاطبة المؤمنين؟ أيدخل في هذا المنافقون؟
قال : نعم. يدخل في هذا المنافقون والضلّال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.
وفي أصول الكافي (٥) : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
__________________
(١) الكهف / ٥٠.
(٢) التحريم / ٦.
(٣) الكافي ٨ / ٢٧٤ ح ، ٤١٣.
(٤) المصدر : رأيت.
(٥) أصول الكافي ٢ / ٤١٢ ، ح ١.