ـ عليه السلام ـ عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي ـ عليهم السلام ـ قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم ، قال لعلي ـ عليه السلام ـ في كلام طويل : هذا آدم ، أسجد الله له ملائكته ، فهل فعل بمحمد (١) شيئا من هذا؟
فقال له علي ـ عليه السلام ـ : لقد كان كذلك. ولئن أسجد الله لآدم ملائكته ، فان سجودهم ، لم يكن سجود طاعة [و] (٢) أنهم عبدوا آدم من دون الله ـ عز وجل ـ ولكن اعترافا لآدم (٣) ، بالفضيلة. ورحمة من الله ، له. ومحمد ـ صلى الله عليه وآله ـ أعطي ما هو أفضل من هذا ، ان الله ـ عز وجل ـ صلى عليه في جبروته والملائكة ، بأجمعها. وتعبد المؤمنون بالصلاة عليه. فهذه زيادة له ، يا يهودي!
وفي عيون الأخبار (٤) ، عن الرضا ـ عليه السلام ـ حديث طويل. وفيه : ان الله ـ تبارك وتعالى ـ خلق آدم وأودعنا (٥) صلبه. وأمر الملائكة ، بالسجود له ، تعظيما لنا وإكراما. وكان سجودهم لله تعالى ، عبودية ولآدم ، إكراما وطاعة ، لكوننا في صلبه. فكيف لا نكون أفضل من الملائكة؟ وقد سجدوا لآدم ، كلهم أجمعون.
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة (٦) ، بإسناده الى محمد بن الفضل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ـ عليهما السلام ـ حديث طويل يقول فيه ـ عليه السلام ـ بعد أن ذكر وفاة آدم ـ عليه السلام ـ وهبة الله : حتى إذا بلغ الصلاة عليه ، قال هبة الله : يا جبرئيل! تقدم ، فصل على آدم.
__________________
(١) المصدر لمحمد.
(٢) يوجد في المصدر.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) عيون الاخبار ١ / ٢٦٣. والحديث عن الرضا ، عن آبائه. عن رسول الله ـ صلوات الله عليهم أجمعن ـ.
(٥) المصدر : فأودعنا.
(٦) كمال الدين وتمام النعمة / ٢١٤.