و «الباري» : الخالق. بريا من التفاوت ، مع التميز ، بصور وهيئات مختلفة.
وأصل البرء : الخلوص للشيء من غيره ، اما على سبيل التّفصّي ، كقولهم : بريء المريض من مرضه والمديون من دينه ، أو الإنشاء ، كقولهم : برأ الله آدم من الطين.
واختلف في القتل المأمور به ، على أقوال :
أحدها : أن المراد به النجع. وهو أن يقتل كل رجل نفسه. ويهلكه.
وثانيها : أن المراد به قطع الشهوات. والاستسلام للقتل ، على سبيل التوسع.
والثالث : أنهم أمروا بأن يقتل بعضهم بعضا.
والرابع : أنه أمر من لم يعبد العجل ، أن يقتل العبدة. روي أن الرجل يرى بعضه وقريبه. فلم يقدر المضي لأمر الله. فأرسل ضبابة (١) وسحابة سوداء ، لا يتباصرون تحتها. فأخذوا يقتلون من الغداة الى العشي ، حتى دعا موسى وهرون فكشف السحابة. ونزلت التوبة. وكانت القتلى سبعين ألفا.
والخامس : أن السبعين الذي كانوا مع موسى في الطور ، هم الذين قتلوا من عبدة العجل ، سبعين ألفا.
والسادس : أن موسى ـ عليه السلام ـ أمرهم أن يقوموا صفين ، فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم. وجاء هارون باثني عشر ألفا ممن لم يعبد العجل. ومعهم الشفار المرهفة. وكانوا يقتلونهم. فلما قتلوا سبعين ألفا ، تاب الله على الباقين. وجعل قتل الماضين ، شهادة لهم.
(ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ) من حيث أنه طهرة من الشرك ووصلة الى الحياة الأبدية.
__________________
(١) ر : حبابة ، الأصل : صبابة.