وقيل : اسم ، [وضع] (١) لذوي العلم ، من الملائكة والثقلين. وتناوله لغيرهم ، على سبيل الاستتباع.
وقيل : عني به ، «الناس» ، هنا (٢). فان كل واحد منهم ، عالم من حيث أنه يشتمل على نظائر ما في العالم الكبير ، (من جنس واحد مما سمي به ، أو الى حقيقة القدر) ، (٣) من الجواهر والأعراض ، يعلم بها الصانع. كما يعلم بما أبدعه في العالم. ولذلك سوّى بين النظر فيهما. وقال (٤) : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (٥) وانما جمع ، لئلا يتوهم أن القصد الى استغراق أفراد جنس واحد ، مما سمي به. أو الى حقيقة القدر المشترك.
فلما جمع وأشير بصيغة الجمع ، الى تعدد الأجناس ، وبالتعريف الى استغراق أفرادها ، أزال التوهّم بلا شبهة.
وانما جمعه بالواو والنون ، مع أنه مختص بصفات العقلاء ، أو ما في حكمها من أعلامهم ، لمشابهته الصفة في دلالته على الذات ، باعتبار معنى هو كونه يعلم أو يعلم به.
واختصاصه بأولي العلم ، حقيقة أو تغليبا.
وقيل : وصفيّة «العالمين» انما هي بتقدير ياء النسبة. يعني ، العالميين ، كالاعجمين. بمعنى ، الأعجميين ، واختصاصه بأولي العلم ، على سبيل التغليب.
ويمكن أن يجعل جمعه بالواو والنون ، اشارة الى سريان الصفات الكمالية من العلم والحياة وغيرهما ، في كل موجود من الموجودات. فالكل أولو العلم.
__________________
(١) يوجد في المصدر (أنوار التنزيل)
(٢) المصدر : هاهنا.
(٣) ما بين القوسين في أو ليس في المصدر.
(٤) الذاريات / ٢١.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٨.