والقائلون ، هم السبعون الذين اختارهم موسى للميقات ، وقيل عشرة الالف من قومه. والمؤمن به ، جميع ما جاء به موسى. وقيل : ان الله الذي أعطاك التوراة وكلمك ، أو انك نبى (١) وطلب المستحيل. فانّهم ظنّوا أنّه تعالى يشبه الأجسام وطلبوا رؤيته. وهي محال.
روى (٢) أنّه جاءت نار من السّماء فأحرقتهم. وقيل : صيحة. وقيل : جنود ، سمعوا لحسيسها. فخروا صعقين ميّتين ، يوما وليلة.
(وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥)) الى ما أصابكم ، أو الى أثره.
واستدل أبو القاسم البلخي (٣) بهذه الاية ، على أن الرؤية ، لا يجوز على الله تعالى. قال : لانّها انكار ، تضمّن أمرين : ردهم على نبيّهم ، وتجويزهم الرؤية ، على ربّهم. ويؤيّد ذلك قوله تعالى (٤) : (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ. فَقالُوا : أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً). فدل ذلك ، على أن المراد ، انكار كلا الامرين.
أقول : وفي الاية ، مع قوله : (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى) (الخ) ، دلالة على أن الرد (٥) على النبي واعتقاد جواز الرؤية ، كل واحد منها ، علة لاخذ الصاعقة والعذاب.
ومن البيّن ، عدم التّفاوت ، بين عدم جواز الرؤية في الدنيا وعدم جوازها في الاخرة. والمنازع ، مكابر مع قضيّة العقل. فمعتقد جوازها في الاخرة ، مشارك (٦) معتقد جوازها في الدنيا ، في علة استحقاق العذاب ، كالراد على النبي. وبذلك يثبت (٧)
__________________
(١ و ٢) أنوار. التنزيل ١ / ٥٧.
(٣) ر. مجمع البيان ١ / ١١٥.
(٤) النساء / ١٥٣.
(٥) أ : على المرد.
(٦) أ : شارك.
(٧) ر : يظهر.