كاقتدار الفاعل وتصوّره وحصول آلة ومادة يفعل بها فيها. وعند استجماعها ، يوصف الرجل بالاستطاعة. ويصح أن يكلف بالفعل وغير ضرورية ، يسهل الفعل به ، كالراحلة في السفر ، للقادر على المشي. أو يقرب الفاعل الى الفعل. ويحثّه عليه. وهذا القسم ، لا يتوقف عليه ، صحة التكليف. هكذا قيل ، يقال : استعانه واستعان به ، بمعنى. وانما اختبر استعماله بلا واسطة الحرف اشارة الى أن العبد ينبغي أن لا يرى بينه وبين الحق سبحانه ، واسطة ، في الاستعانة ، بأن يقصر نظره عليه ، أو يرى الوسائط منه.
وتقديم المفعول ، لقصد الاختصاص.
وتكريره ، ليكون نصا في اختصاص كل من العبادة والاستعانة به سبحانه.
وفي إيراد «إياك» دون «إياه» ، كما هو مقتضى الظاهر ، التفات من الغيبة الى الخطاب. ومن النكتة الخاصة ، في الالتفات من الغيبة الى الخطاب ، في هذا المقام ، بعد اشتماله على فائدة عامة ، من جهة المتكلم ، وهي التصرف والافتنان في وجود الكلام واظهار القدرة عليها ، ومن جهة المخاطب ، وهي تطرية نشاطه في سماع الكلام ، وايقاظه للإصغاء اليه. أنه لما قيل : «إياك» بدل «إياه» ، فقد نزل الغائب بواسطة أوصافه المذكورة التي أوجب تميزه وانكشافه ، حتى صار كأنه تبدل خفاء غيبته ، بجلاء حضوره ، منزلة المخاطب في التمييز والظهور.
ثم أطلق عليه ، ما هو موضوع للمخاطب. ففي إطلاقه ملاحظة لتلك الأوصاف فصار الحكم ، مرتبا على الأوصاف. كأنه قيل : أيها الموصوف المتميز بهذه الأوصاف! نخصك بالعبادة ، والاستعانة.
فيفهم منه ، عرفا ، أن العبادة والاستعانة ، لتميزه بتلك الصفات.
ومنها : التنبيه على أن القراءة ، انما يعتد بها ، إذا صدرت عن قلب حاضر وتأمل وافر ، يجد القارئ ، في ابتداء قراءته ، محركا. نحو الإقبال على منعمه ،