الذي أجرى حمده على لسانه. ثم يزداد قوة ذلك المحرك ، بحسب اجراء تلك الصفات العظام ، حتى إذا آل الأمر الى خاتمتها ، أوجب إقباله عليه ، وخطابه بحصر العبادة والاستعانة فيه.
ومنها : الاعلام بأن «الحمد» «والثناء» ، ينبغي أن يكون على وجه ، يوجب ترقّي الحامد ، من حضيض ، بعد الحجاب والمغايبة ، الى ذروة قرب المشاهدة والمخاطبة.
ومنها : الاشارة الى أن العبادة المستطابة والاستعانة المستجابة ، في مقام العبودية ، انما يليق بهما ، ان تعبد ربك كأنك تراه وتخاطبه.
ومنها : الاشارة الى أنه ينبغي أن يكون تالي كلامه سبحانه ، بحيث يتجلى له المتكلم فيه ، ويصير مشهودا له. فيخاطبه بتخصيص العبادة والاستعانة به.
كما روي عن الصادق ـ عليه السلام ـ (١) ، أنه قال : لقد تجلى الله تعالى لعباده (٢) في كلامه. ولكن لا يبصرون.
وعنه (٣) ـ أيضا ـ : انه خرّ مغشيا عليه ـ وهو في الصلاة ـ فسئل عن ذلك.
فقال : ما زلت أردد الاية ، حتى سمعتها من المتكلم بها.
والضمير المستكن في الفعلين ، للقارئ ومن معه ، من الحفظة أو حاضري الجماعة ، أو له ولسائر الموحدين ، أو له ، فقط ، لاستجماعه القوى والحواس.
فكان (٤) لكل منها عبادة واستعانة. (أو لأن العبادة ، وسيلة) (٥).
قيل : أو لوصوله الى مقام الجمع. فيرى العبادات والاستعانات ، كلها ،
__________________
(١) المحجة البيضاء ٢ / ٢٤٧ ، نقلا عن أسرار الصلاة ، للشهيد / ٢٠٤.
(٢) المصدر : لخلقه.
(٣) بحار الأنوار ٨٤ / ٢٤٧ ح ٣٩ نقلا عن فلاح السائل.
(٤) ر : فكأنه.
(٥) ما بين القوسين يوجد في أ.