تفسيره (١) : انهم النبي والأئمة ـ صلوات الله عليهم ـ بدليل قوله : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) (٢). (الاية) ويؤيد ذلك ما جاء في تفسيره (٣) ـ عليه السلام ـ قال الامام ـ صلوات الله عليه : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ، أي : قولوا : اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم ، بالتوفيق لدينك وطاعتك. وهم الذين قال الله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) وليس هؤلاء المنعم عليهم ، بالمال والولد وصحة البدن. وان كان كل ذلك (٤) ، نعمة من الله ، ظاهرة.
ألا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا او فساقا؟ فما ندبتم الى (٥) أن تدعوا بأن ترشدوا الى صراطهم. وانما أمرتم بالدعاء ، أن ترشدوا الى صراط الذين أنعم عليهم ، بالايمان بالله وتصديق رسوله والولاية (٦) لمحمد وآله الطيبين وأصحابه الخيرين المنتجبين ، وبالتقية الحسنة التي تسلم بها من شر أعداء (٧) الله ومن الزيادة (٨) في آثام (٩) أعداء الله ، وكفرهم (١٠) بأن تداريهم ، ولا تغريهم (١١) بأذاك ولا أذى المؤمنين ،
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٣٠.
(٢) النساء / ٦٩.
(٣) تفسير العسكري / ٢٢ ـ ٢٣.
(٤) المصدر : هذا.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) المصدر : بالولاية.
(٧) المصدر : عباد.
(٨) المصدر : شر الزنادقة.
(٩) المصدر : ايام.
(١٠) المصدر : بكفرهم.
(١١) المصدر : فلا تعزيهم.