وروى علي بن ابراهيم (١) ، بإسناده ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : ان إبليس رنّ رنّتين (٢) ، لما بعث الله نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ على حين فترة من الرّسل ، وحين نزلت أم الكتاب.
وروي عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن علي ـ عليهم السلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : ان (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آيةِ من فاتحة الكتّاب. وهي سبع آيات تمامها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول : ان الله ـ عز وجل ـ قال لي (٣) : يا محمد! (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ). فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب.
وجعلها بإزاء القرآن العظيم. وان فاتحة الكتاب ، أشرف ما في كنوز العرش.
وأن الله ـ عز وجل ـ خصّ محمدا وشرّفه بها. ولم يشرك معه فيه (٤) أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان. فانه أعطاه منها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطاهرين ، منقادا «لأمرهم ، مؤمنا بظاهرهم وباطنهم» (٥) ، أعطاه الله ـ عز وجل ـ بكل حرف منها ، حسنة ، كل حسنة (٦) منها ، أفضل من الدنيا وما فيها ، من أصناف أموالها وخيراتها. ومن استمع قارئا يقرأها ، كان له ما للقارئ.
فليكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم. فانه غنيمة لا يذهبن أو انه. «فيبقي
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ٢٩.
(٢) المصدر : أنينا.
(٣) الحجر / ٨٧.
(٤) المصدر : فيها.
(٥) المصدر : لامرهما ، مؤمنا بظاهرهما وباطنهما.
(٦) المصدر : كل واحدة.