الايمان بالرسالات جوهر الايمان :
[٩١] الايمان بالله ، ومعرفته سبحانه هي النقطة المركزية للايمان بسائر الحقائق ومعرفتها ، وأنّ أبرز هذه الحقائق الايمان برسالات الله التي من ينكرها فانما ينكر الله أو لا يعرفه حق معرفته ، فالله الذي خلق السموات والأرض وكل شيء فيهما إنما خلقه بهدف وحكمة ، وخلق الإنسان ولم يتركه سدى ، بل بعث اليه رسلا يوضحون له درب السعادة ، فمن أراد السعادة اتبعهم ، ومن لم يرد ، فمصيره النار وساءت سبيلا.
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ)
ثم ان ابسط دليل على اي شيء هو وجوده العيني الخارجي ، والله قد انزل رسالته على البشر متمثلة في كتاب موسى عليه السّلام الذي يستحيل عقلا أن يكون من غير الله ، فاذا هو من الله.
(قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ)
انه من الله بدليل أنه نور يستجلي العقل ، ويوقظ الضمير ، وينبه الفطرة البشرية ، ولأنه نور فهو كاشف للحقائق سواء تلك التي تمتّ الى الدنيا أو الآخرة ، والكتاب بالاضافة الى ذلك هدى للناس يهدي به الله الى سواء السبيل في الآخرة ، والهدى أخص من النور ، لأنه يهدي صاحبه حتى ولو لم يؤت نورا شاملا.
انّ الأنبياء والصديقون والعلماء يؤيدون بنور العقل فيكشفون بأنفسهم الحقائق. أمّا الناس فأنهم قد لا يؤتون النور ولكن يهديهم الله الى الصراط المستقيم عن طريق توضيح السبل لهم كالأعمى الذي يأخذ بيده البصير ويقوده في مسيرته.