من سنن الحياة : تلك هي أن بعض هؤلاء الشركاء قريب الى الله ، فزعموا انها أبناء لله أو بنات له ـ سبحانه ـ وليس أصحاب هذه التهمة على علم بهذه الفكرة الخرقاء ، وهنا يظهر مدى بطلان كلامهم. إذ كيف يمكن ربط شيئين ببعضهما ، والادعاء بأن هذا قريب من ذلك ، من دون اي دليل أو شاهد ، وربما تشير الآية الى أن طاعة أحد باسم طاعة الله انما هي شرك وضلالة ما دام الله لم ينزل على ذلك سلطانا وبرهانا مبينا.
ثم ان نسبة شيء الى الله سبحانه ، باعتباره بنتا أو أبنا له لدليل على عدم معرفتهم بالله ، إذ ان من يعرف الله يعرف أنه منزّه عن الشريك ، ومتعال عن صفات الخلق ، ان هذه الصفات هي صفات المخلوقين ، ولاننا نجد مثل هذه الصفات في المخلوقات ، نعرف ان الخالق منزه عنها ، ولو نسبنا الى الله سبحانه مثلها ، إذا لاحتاج هو الاخر الى رب أعلى ، لأنها تدل على انه بدوره مخلوق مثل سائر المخلوقات.
(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ)
وينسبون الى ربهم من صفات المخلوقين.
الخلق وليست الولادة :
[١٠١] يبدو ان الآية السابقة نفت الفكرة القائلة بأن هناك في عالم الالوهية درجات ، كل اله له درجة ، بعضها كالأب وبعضها كالابن ، بيد ان هذه الآية تنفي وجود التوالد والتناسل ، فيذكرنا القرآن هنا : بأن نشوء الخلق ليس كما يزعم المبطلون ، من أنه عن طريق التوالد ، بل هو عن طريق الخلق المباشر.
(بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ)