إذ ما من شيء يلد الّا وكان له صاحبة. إذ من دون ذلك من المستحيل الولادة ، إذ يسبب في نقصان الشيء الاول وانتهائه ، وإذا كان ربنا بحاجة الى جزء مكمل حتى يخلق الخلائق ، فما الفرق بينه وبين أي مخلوق آخر ، ولماذا أساسا نعتقد بوجود اله؟ ان المخلوقات تشهد على عجزها وحاجتها الى الخالق وبحاجتها الى بعضها ، ولا بد ان يكون الخالق بريئا من ذلك ، ولنفرض مثلا حاجة شيء الى شيء آخر لتتم عملية خلق شيء ثالث ، أفلا يحتاجون إذا الى قوانين وانظمة لهذا التزاوج حتى يتم وكيف وبأي قدر وكمية؟ بلى ومن يضع هذه القوانين ، ومن يجريها؟ أو ليس شخص ثالث؟ وهو أعلى منهما؟ إذا هو دون هذين الشخصين.
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ)
خلقا مساويا ، فنسبة أي شيء اليه هي نسبة سائر الأشياء دون زيادة أو نقيصة فهو خالقهم جميعا.
(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
[١٠٢] وهذه بالضبط ، صفات الخالق من دون المخلوقين ، انه بريء عن نسبه البنين والبنات اليه وعن الأولاد والصاحبة ، وعن الضعف والجهل ، فهو الذي تشهد فطرتنا بأنه الخالق الذي نتطلع اليه.
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
والعبادة لا تنبغي الّا له ، لأنه خالق الأشياء ، ولأنه الذي بيده أمور الأشياء ، فهو الذي يجري عليها الانظمة ، ويهيمن على أمورها اليومية.