الحق ، ولكنه حين يتبع شهوته ، ويتبع ذاته ، والذات الطاغية كل هدفه ، ومقياسه في الحسن والقبح ، والخير والشر ، والفضيلة والرذيلة ، هو الأقرب الى نفع ذاته وتحقيق هدفه اللامقدس من وراء شهواته ، وتكون أصول دينه ثلاثة : الطعام والشراب والجنس ، وأحكام دينه هكذا. الحلال ما حل باليد ، والحرام ما حرم منه الإنسان ، ان مصير هذا الإنسان ، مصير الدول الطاغوتية في العالم التي تصنع لذاتها مقاييس خاصة بها ، وقوانين دولية ومحاكم ومجالس أمن .. إلخ. كلها بهدف دعم السلطات الطاغوتية على رقاب الجماهير المحرومة ، لذلك يحذر القرآن من مغبة الكفر بالآيات ويقول :
(وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
لا يلتمسون طريقهم لأنهم طغوا ، بل ان هؤلاء يفقدون شيئا فشيئا المقاييس لمنفعة ذواتهم ، فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.
[١١١] ودليل كذبهم ونفاقهم : أنهم لو أنزلت عليهم أكثر الآيات إثارة لم يؤمنوا.
(وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى)
بل أكثر من هذا لو أن الله حشر عليهم الأموات حتى يقابلونهم بالحقيقة الصريحة ، كما إذا حشر عليهم الطيور فآمنت بالرسالة مع ذلك ما آمنوا.
(وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)
فيهديهم هداية مفروضة عليهم.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ)