كفروا سابقا بكل الآيات الواضحة.
محكمة الفطرة :
[١١٠] للإنسان فطرة أولية أنعم بها الله عليه ، وبهذه الفطرة يميز البشر الخير من الشر ، والهدى من الضلالة ، وإليها يحتكم أهل الأرض حين يتنازعون ، فالفداء والإحسان والشجاعة والسخاء والبطولة ، صفات جيدة ، وعكسها رذيلة ، تجد هذا عند المسلم والكافر ، والحضري والبدوي ، وحتى الإنسان البدائي شبه الوحشي ، انها مقاييس عامة زود الله البشر بها ليتلمس بها طريقه.
وبهذه الفطرة الاولية عرف البشر ربه ، وآمن به ، ولكنه بعد أن تعرض لضغط الشهوات والطغاة والخرافات. استسلم لها وكفر بالله ، وحين كفر بربه أرسل الله اليه الرسل ، فمنهم من آمن وتحدى الضغوط ، ومنهم من كفر ، وهؤلاء لم يفقدوا نعمة الرسالة السماوية فحسب ، بل أن الله سبحانه أفقدهم نعمة الفطرة الاولى أيضا.
(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ)
الأفئدة هي القلوب التي كانت سابقا محلا للفطرة النقية ، وللمقاييس السليمة ، اما الأبصار فهي الحواس التي تتبع القلوب ، فاذا تحولت وتبدلت معايير البشر ، فان حواسه هي الاخرى تتحول دون ان يقدر على الاستفادة السليمة منها ، وآنئذ يصبح هؤلاء بسبب فقدان الفطرة.
(كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
والسبب ان هؤلاء طغوا ، والطغيان يسبب قلب الافئدة ، وتبدل المقاييس.
فالبشر الذي يتبع عقله ، ويتبع الحق ، والحق هو هدفه ، مزود بمقاييس لمعرفة هذا