بينات من الآيات :
المعارضة المنظمة :
[١١٢] لنعرف ان هناك معاندين لا ينفع معهم الجدل ، وأن موقف هؤلاء لا يعتمد على دليل مضاد فلا يبعث موقفهم في أنفسنا الوهن والشك ، فنقول : لعل حديثهم ينطوي على جانب من الصحة فنخرج ـ لا سمح الله ـ من الايمان ، لذلك جاء هذا الدرس وما مضى ليؤكد على أن الله سبحانه ليس فقط حرم هؤلاء من نعمة الهداية ، وسلبهم نعمة الفطرة النقية ، وانما أيضا نظم هؤلاء في قيادة مناهضة لامامة الرسول ، وجعلهم يقلدون أساليب الرسالة حتى ان بعضهم يوحي الى البعض الاخر.
(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ)
والسؤال : كيف جعل الله ذلك ، هل خلق أعداء ليكونوا مناهضين للرسالة؟
ربما الجواب السليم هو : ان هذه سنة من سنن الله في الحياة ، يذكرها القرآن هنا لنكون على بصيرة منها لئلا نفاجئ بها ، ولان كل السنن في الكون من صنع الله لذلك يعبر عنها القرآن دائما بمثل هذه التعبيرات.
ان الرسالة التي تنتشر دون مقاومة أعداء لا بد ان يتهم أصحابها أنفسهم ، لان هذه السنة لم تتحقق فيهم ، وان الرساليين الذين ينتظرون عملا سهلا وميسورا. انهم على خطأ ان شيطان الانس يتمثل في مجتمع الطاغوت ، وشيطان الجن يتمثل في أهواء الجبت والمنافقين وما أشبه.
(يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)