ولقانونه ، ولمن أمرني باتباعه ، وفيما وراءه لا شيء يمكن أن يخضعني لا الثروة ولا السلطة ولا الإرهاب الفكري أو التعذيب.
الشرك اولا ثم الروابط العائلية :
وإذا ساد في المجتمع نظام الشرك ، فان القانون لا يمكن ان يكون الهيا لان كل بند من بنود القانون ينقض تحت ضغط الثروة أو السلطة أو الإرهاب الفكري. لذلك بدء الله النهي عن المحرمات الاجتماعيّة بالنهي عن الشرك لأنه الشرك لأنه الشرط المسبق لتنفيذ سائر المحرمات.
وبعد ان نتعهد بالتسليم لله وحده لا لشيء آخر يأتي دور بناء العلاقات الاجتماعية وأهمها العلاقة بين الأجيال ـ بين الجيل السابق (الوالدين) والجيل اللاحق (الأبناء) ـ العلاقة مع الوالدين يجب أن تكون علاقة الإحسان.
(وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)
والإحسان هو : العطاء الفضل الذي يتجاوز الحق الى الخير ، وهو بالتالي لا يعني التسليم المطلق (كما تعني العبادة) كما لا يعني الطاعة للوالدين. إذ أن الطاعة تعني بدورها الخضوع ، والمؤمن لا يخضع لغير الله ، نعم الطاعة بمعنى قبول عرض منهما بالنسبة الى عمل دون أن يكون ذلك فرضا من قبل الوالدين أو تسليما من قبل الأولاد ، هذه الطاعة مطروحة.
والمنطق المتخلف جعل التسليم للوالدين واجبا شرعيا ، فكرّس الروح العشائرية في النفوس ، بينما لا نجد في الإسلام سوى الأمر بالإحسان الى الوالدين ، بل وجدنا بالعكس من ذلك تماما ، نهى الإسلام عن الاتباع الأعمى للآباء ، وهذا ما يجرنا اليه المنطق المتخلف.