وكما يجب التسليم لله والإحسان الى الوالدين لا بد أن تكون علاقة الإحسان هي العلاقة السائدة بين أبناء المجتمع ، أما العلاقة بين الإنسان وبين أبنائه وعموما الذين هم أقل منه مستوي فهي علاقة المحافظة عليهم ، وألّا يزعم الأب ان أولاده منافسين له فيقتلهم خشية أن يتأثر وضعه الاقتصادي بهم.
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)
الاملاق هو الفقر ، والجاهلية هي التي تجعل الاختلاف صراعا ، والصراع حادا الى درجة التناقض ، فتجعل النظرة الجاهلية ضيقة (والتي هي نظرة الشرك) الآباء وكأن بينهم وبين الأبناء صراعا على البقاء ، ولذلك كانوا يقتلون أولادهم قديما ، أو يجهضون أولادهم بزعم أنهم يزاحمونهم في نعم الحياة ، أو يمنعون النسل بهذه الحجة.
هذه النظرة الشركية هي التي أوحت الى الماركسية بتصور التناقض الحاد بين أبناء المجتمع ، كما أوحت الفرو يدية بأن الابن الذكر ينازع أباه على أمه والأنثى تنازع أمها على أبيها.
بينما النظرة التوحيدية السماوية توحي الى الإنسان بحقيقة التكامل في الحياة ، وأن نعم الله ليس فقط تسع كل الناس من دون صراع حاد ، بل وأيضا أنها تزداد كلما ازدادت العناصر الطالبة لها ، وربما لذلك أشارت الآية الى ان الرزق سيتناوله الآباء قبل الأبناء في حالة تواجدهم مع بعضهم.
ما هي الفواحش؟
العلاقة الحسنة بين الآباء والأولاد تتكامل مع العلاقة السليمة بين الزوجين ، حيث يجب أن تكون علاقة البناء لا الهدم ، والزواج لا الفاحشة ، لذلك حرم الله الفواحش كلها.