أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا» (١)
وقد يكون بلوغ النكاح وحده نهاية السماح بالتصرف في أموال اليتيم لأنه بعد ذلك سيصبح سفيها ، ومسئول عن أموال السفهاء من جهة اخرى.
(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ)
فيحرّم الغش في المكيال لأنه نوع خفي للاعتداء على ثروة المجتمع ، وعلاقة شركية وليست توحيدية بين أبناء المجتمع ، والوفاء بالكيل واحد من مصاديق احترام حقوق الآخرين أشار اليه القرآن لمعرفة سائر المصاديق مثل الغش والغبن ومماطلة المدينين ، واستعجال الدائن.
في المجتمع الاسلامي الذي تسود علاقاته نظرة توحيدية لا يقتصر الفرد في النظر الى نفسه ، بل الى الآخرين أيضا ، ويرى ان بلوغ الآخرين الى مآربهم جزء من أهدافه ، بل هو طريق لبلوغه هو الى مآربه.
(لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)
الوفاء بالكيل وعدم بخس الميزان لا يعني ضرورة الدقة العقلية في ذلك مما يصعّب عمليّة التبادل التجاري ، بل يعني أن يكون هدف الفرد القسط ، ولا يتعمد التجاوز على حقوق الآخرين ، ومن هنا جاء في الآية الكريمة : أن الله لا يكلف نفسا الا وسعها. أي حسب استطاعتها دون حرج أو عسر ، ذلك لأنّ المجتمع المسلم تنتشر فيه روح المسامحة والإحسان الى جانب الالتزام بالحقوق.
المسؤولية الاجتماعية :
وحين يلتزم سائر الإفراد بالحقوق تنتهي المشكلة ، ولكن إذا تعاسروا واختلفوا
__________________
(١) النساء / ٦