تبريرا لكفركم : ان الله أنزل كتابه على اليهود والنصارى دوننا ، وأننا كنا غافلين عما يدرسون من الكتاب ، أو تقولوا : اننا سنكون أكثر التزاما بالرسالة لو أنزلت فينا ، فهذه رسالته بينة جاءتكم من ربكم. فيها خصائص الرسالات السماوية السابقة من الهدى والرحمة ، ولكن كم يكون ظلم المخالفين لأنفسهم عظيما ، وانحرافهم بعيدا لو تركوه.
بينات من الآيات :
أهداف رسالة موسى :
[١٥٤] أن لم تكن تلك الحقائق كافية لكم فهاكم حقيقة اخرى هي رسالة موسى ، كيف كانت؟
انها كانت رسالة تامة للمحسنين ، حيث فتح لهم مجال العمل الأكثر من أجل الله والانسانية ذلك لان في كل مجتمع نوعان من الرجال (محسنين وظالمين) والمحسن أنّى كان معترما ومقبولا اجتماعيا ، ولكنه بحاجة الى برامج لمضاعفة إحسانه ولتنظيمه ، وجعله أكثر فاعلية وأبعد أثرا ، تماما كالمجاهد الذي ينذر نفسه لله ولكنه بحاجة الى برامج ومناهج ليجعل عمله أكثر نفعا ، وأقرب الى النتيجة ، والله بعث برسالته التامة للمحسنين ، وهذا بذاته دليل على طبيعة الرسالة الحقة.
(آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ)
اي رسالة تامة على من أحسن من الناس ، والمحسنين كما قلنا : هم فئة من الناس يتجاوزون ذواتهم الى الآخرين ، فلا يكتفون بأداء حقوق الناس بل يضيفون عليها شيئا من حقوقهم.
(وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ)