برامج الله ليست ذات بعد واحد يتصل مثلا بالفرد دون المجتمع ، أو الاقتصاد دون السياسة ، أو الماديات دون المعنويات ، أو الآن دون المستقبل ، أو هذه الطبقة دون تلك ، أو تهتم بالعواطف دون العقول ، وهكذا. ان دليل صدق رسالات السماء أنها تتحدث عن كل شيء ، ولكن بتكامل وتناسب وعدالة بين مختلف أبعاد الحياة البشرية.
(وَهُدىً)
والبرامج الالهية تنتهي بالهداية لأنها حقة وواقعية ، فلو طبقها البشر لوصل الى الجذور الاساسية لها ، والأصول العامة التي ابتنيت عليها ، وبالتالي الى الحقائق التي استهدفتها تلك البرامج.
ان البرامج الالهية تختلف في هذه النقطة عن البرامج البشرية وهي انك كلما طبقت البرامج التي وضعها البشر. كلما تعرفت على نقاط الضعف فيها بعكس البرامج السماوية التي يقول عنها ربنا :
(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) (١)
(وَرَحْمَةً)
وحين تطبق البرامج الالهية تتحقق اهدافك وتطلعاتك بعكس البرامج البشرية ، فلذلك فهي نقمة والبرامج السماوية رحمة.
ولكن الرسالات الالهية لا تكتفي بتنمية الجوانب المادية لحياة البشر ، بل وتنمي أيضا تطلعاته الأسمى من عالم المادة (عالم الدنيا الزائلة) الا وهي التي تلامس
__________________
(١) العنكبوت / ٦٩