لَغافِلِينَ)
فلم ننتبه للرسالة ، ومن الطبيعي ان الغفلة عذر عقلي ، أولا أقل أن رحمة الله أبت أن تعذب الناس على ذنب اقترفوه غفلة.
[١٥٧] يزعم البشر : انه متكامل ، وان ما به من نقص وعجز فإنما هو بأسباب خارجة عن إرادته ، ولكي لا يزعم العرب هذا الزعم ، ويتصوروا انه لو أنزل الكتاب عليهم لكانوا أفضل من اليهود والنصارى في تطبيقه. انزل الله الكتاب عليهم وقال سبحانه :
(أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ)
ويتحدى القرآن الحكيم فيقول : ها هو الكتاب نزل عليهم وفيه ثلاث مزايا.
الاولى : انه حجة واضحة ، ودلالة بيّنة على الحقيقة. كما المعالم تدل على الطريق ، وكما الدخان يدل وجود النار ، والصوت على وجود صاحبه.
الثانية : انه إذا طبقه الفرد هداه الى الحقيقة ، كما إذا سار الفرد في الطريق حتى وصل الى غايته ، أو استدل بالدخان فتحرك حتى رأي النار ، ورأي صاحب الصوت مباشرة.
القرآن هدى للمتقين ، فليس فقط يقود الفرد الى الحقيقة ، بل وأيضا يجعل الفرد يلامس الحقيقة.
الثالثة : وحين يجد الفرد الحقيقة فان جانبا اساسيا من تطلعه يتحقق وهو عطشه نحو الحقيقة. اما الجانب الثاني فهو السعادة والفلاح ، وبالتالي الاستفادة من نعم الله سبحانه ورحمته ، ويلخص القرآن هذه المزايا وهو يتحداهم بالقول :