(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ)
والنظام القائم في الكون انما هو بتدبير الله وهو الذي يجريه ، فعلينا ان نخضع لذلك النظام.
ثانيا : ان الارتباط بغير الله من خلقه لا يرفع عني وزرا ولا مسئولية ، فلا يمكن ان أغمض عيني وأقلّد آبائي أو مجتمعي ، أو الأسماء اللامعة في الثقافة ، لاني بهذه العملية لا أستطيع أن ارفع عن عنقي المسؤولية ، أو أن أضع وزري على عاتق من اتبعه. كلا .. أنا مسئول ، وذنبي يتبعني شئت أم أبيت.
(وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)
ثالثا : الله هو المقياس الحق لتقييم الفكرة السليمة عن نقيضتها الباطلة ، أو لتقييم السلوك السليم عن المنحرف ، وليس مقياس الحق والباطل أكثرية الآراء أو القوة أو الشهرة أو القرابة.
(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
[١٦٥] رابعا : ان الله هو الذي جعل طائفة من الناس بعد طائفة ، وجيلا بعد جيل ، وقرنا بعد قرن ، فليست أسبقيّة هؤلاء دليلا على أنهم أقرب الى الله زلفى ، بل كلهم عند ربهم سواء ، ولذا لا يجوز أن يتخذ بعضهم بعضا أربابا ، فيعبد الخلفاء من كان قبلهم. كلا .. كما ان الله هو الذي أنعم على بعض الناس بنعم أكثر من غيرهم أو بنعم مختلفة عن نعم الآخرين ، وهذا لا يدل على أنه سبحانه أقرب الى هؤلاء أو أولئك ، بل ان الهدف من ذلك هو مجرد اختبارهم في النعم ، فيمتحن الغني بثروته والفقير بفاقته ، والعالم بعلمه ، والجميل بما لديه من جمال.
وهكذا ينسف القرآن أصول الشرك من النفوس حيث يحترم الفرد السابقين ،