ان يذبح ابنه استجابة لأمر الله ، وهكذا أصبح حنيفا حرا ، ولم يكن مشركا بالله أحدا من خلقه أو شيئا من نعمه.
معنى التوحيد :
[١٦٢] ومن ابرز تجليات الاستقامة في حياة الرسول وحدة وجهته في أبعاد حياته.
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)
فلم تكن صلاته وذبائحه لغير الله حسب ما كانت عليه الجاهلية ، أو صلاته لله عبر عبادته للأصنام. كلا .. ولم تكن حياته لقيصر ومماته لله ، فاقتصاده وسياسته ، وأخلاقه واجتماعه ، وتربيته وبناء بيته ، وحتى حركاته وسكناته كلها كانت لله ، وباتجاه مرضاته ، ولتحقيق قيمه سبحانه ، وفي خطّه كما كان مماته لله ، فكان يختار الشهادة في الله إذا دعت الضرورة الرسالية ذلك.
[١٦٣] وعاد القرآن وكرر ان معنى التوحيد هو كسر القيود ، وقطع الحبال التي تربط بأي مركز آخر.
(لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
لقد امر الله نبيه مثلما أمرنا بالّا نركع لايّ ضغط انّى كان نوعه ، وأن نسلم لمناهج الله.
[١٦٤] والسؤال لماذا التوحيد ، ولماذا إخلاص العبودية لله؟
والجواب أولا : لان الله هو رب كل شيء ، فعبادة الأشياء التي هي خاضعة لسلطة الله دون ربها ليست إلّا غباء.