رابعا : أستقيم في تربية أبنائي ، وتهمية اموالي ، وتهذيب زملائي و.. فأكون مثلا للقوّة.
ترى كم تخلّف الاستقامة من أثر في الواقع الخارجي فتخلق تغييرا فيه ، هكذا تصبح استقامة الأنبياء ، ومن أبرز البينات على صدق دعوتهم ، وكذلك العلماء والمصلحين.
(قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
والاستقامة ليست طبيعية في البشر ، بل انها بحاجة الى مناهج عملية متكاملة ، انك بحاجة الى خريطة واضحة حين تريد المشي في طرق الغابة ، اما طرق الحياة فهي أكثر تعقيدا من طرق الغابة فأين هي برامج الاستقامة؟ انما هي في الدين القويم.
(دِيناً قِيَماً)
اي دينا علا كلّه استقامة ، والدين القيم لم يكن بدعا في التاريخ ، بل كان خطا اجتماعيا متمثلا في نهج إبراهيم (ع).
(مِلَّةَ إِبْراهِيمَ)
وإبراهيم (ع) كان متحديا لانحرافات الناس.
(حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
عشرات الأفكار رفضها إبراهيم حتى أصبح موحّدا ، ومئات الأنواع من الضغوط تحداها حتى تحرر منها ولم يرضخ لوجهتها ، ومئات القيود كسرها وحطمها حتى أصبح حرا طليقا ، تحدى قيد الاسرة فرفض كلام أبيه آزر (عمه) الذي امره بالكفر ، تحدى قيد المجتمع وقاومه ، وتحدى السلطة واستهزء بها ، وتحدى حب الأولاد فأراد