زنزانة الحياة :
ان الشهوات ، والآمال والطموحات الخاصة ، والجهل بالمستقبل ، والانحسار ضمن اللحظة الحاضرة كل تلك جدران معتقل البشر التي تضيق عليه رحاب الكون.
(فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) (١)
وعلى من يريد حمل رسالة الله ان يتمتع بسعة الصدر بهذا المفهوم الواسع للكلمة ، والهدف من الكتاب هو : إنذار غير المؤمنين ، وتذكرة المؤمنين حتى يزدادوا ايمانا.
(لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ)
[٣] لقد أنزل الله الكتاب لكي لا يتبع الإنسان سوى القيم السماوية ، والذين يجسدون تلك القيم ، ولا يخضعون لهذا أو ذاك باي أسماء مخترعة ..
(اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ)
اي لا تتركوا اتباع القرآن باتباع الأولياء الغرباء ..
(قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ)
إذ البشر قلما يستطيع التحرر من جاذبية الأشياء والأشخاص ، والتحليق في سماء القيم ، وإذا تمت هذه الحرية فإنما عن طريق التذكّر بالله وباليوم الآخر.
__________________
(١) الأنعام / ١٢٥.