جانب واحد فقط ، وترك الجوانب الثانية مهملة ، حيث إن أصل الغرور هو الثوب حتى لا يتبين كل جوانبه ، والشيطان ينفذ الى قلب البشر من خلال الغر حيث يسعى الى تأكيد جانب واحد فقط من الحقائق وترك سائر الجوانب.
(فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ)
وأخيرا طعما شيئا من الشجرة ، فظهرت لهما عوراتهما فاذا بهذا يرى عورة الثاني فاستحيا ، فأخذا يجعلان أوراق الشجر على بعضها عسى ان تصبح على هيئة اللباس فيواري عوراتهما ، وبالطبع فان أبناء آدم حين يتبعون الشيطان تظهر نقائصهم ، وضعف إرادتهم ، وقلة مقاومتهم للشيطان.
(فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)
وهنا انتهت مرحلة الامتحان ، فناداهما ربهما وقال لهما : الم أنهكما عن هذه الشجرة ، وهكذا يستيقظ الضمير بعد ارتكاب الجريمة.
(وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ)
[٢٣] وعاد الرشد الى آدم وزوجه كما يعود الى ابنائه العاديين بعد الجريمة ، وهذه من ميزات البشر على إبليس الذي لم يعترف بالخطيئة ، اما التوبة وإصلاح الفاسد من أبرز وأعظم الصفات الحسنة لو استغلت.
(قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)
[٢٤] وخسر البشر بذلك فرصة البقاء في الجنة ، وهبطوا الى دار الدنيا بسبب حب الخلود والرفعة ، وانتشرت بينهم الخلافات ، والصراعات الاجتماعية الدائمة