الإسراف قد يكون بتجاوز حدود الشريعة ، فالذي يأكل لحم الخنزير ، ويشرب الخمرة فهو مسرف لا يحبه الله ، إذ ما دام الحلال واسعا. فلا حاجة الى الحرام ، وقد تتجاوز حدود العرف العام فتبني بيتا بمليون دينار في الوقت الذي يكفيك نصفه ، وقد تشتري سيارة بعشرة آلاف دينار بينما تكفيك سيارة بألفين ، وحدود السرف ترتبط بالظروف الاجتماعية ، بل وحتى الظروف الشخصية ، فالفقير الذي لا يملك سوى بضعة دنانير فيصرفها في شراء العطور ، ويهمل عائلته جائعين يعتبر مسرفا ، بينما لو فعل الغني مثل ذلك لم يكن كذلك ، والدول الفقيرة التي تقلد الدول الكبرى في بناء المطارات الضخمة ، أو المباني الرياضية الكبيرة ، أو بناء سفارات فخمة تعتبر مسرفة ، بينما قد لا يعتبر مثل ذلك إسرافا للدول الغنية.
هل حرّم الله الزينة؟
[٣٢] لم يحرّم الإسلام الزينة على المؤمنين ، بل اعتبرها خالصة لهم يوم القيامة ، فكيف يحرّمها الله على المؤمنين في الدنيا؟
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ)
فالزينة مخلوقة للمؤمنين في الدنيا ولكنها غير خالصة من شوائب المصائب ، أما في الاخرة فهي خالصة لهم ..
(كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
بالعلم والمعرفة يعرف المؤمن ان الاستفادة من نعم الله لا ينقص الايمان ، وإنما ظلم الناس ، أو الخضوع للظلم ، أو السكوت على ظلم الظالمين هو الحرام وهو الأصعب مسئولية وواجبا ، ومن استطاع ان يحقق هذا الواجب ، ويؤدي هذه