يدخلون الجنة ويخلدون فيها. وأبرز نعمة يسبغها الله عليهم هي نعمة الراحة النفسية ، والصفاء بين بعضهم ، حيث ينزع الله ما في صدورهم من غلّ وحسد ونفاق ، أما النعمة الثانية فهي : الأنهار التي تجري من تحتهم ، والنعمة الثالثة هي : رضاهم وتحقيق طموحاتهم ، وشكرهم لربهم وشكر الله لهم ، حيث يناديهم بأن الجنة إنما هي ميراث اكتسبوه بأعمالهم.
بينات من الآيات :
كيف يخسر المستكبرون
[٤٠] (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا)
الذين كذبوا بآيات الله زاعمين ان التكذيب. يخدم ذواتهم ، ويشبع إحساسهم بالعلوّ والعظمة خسروا مرتين : مرة حين سدّوا على أنفسهم بسبب التكذيب أبواب الرحمة ، وآفاق العلم ، ورحاب الحياة ، إذ أن التكذيب كان معتقلا حصينا سجنوا أنفسهم بين جدرانه الضخمة المرتفعة ، والشرط الأول للاتصال بالحياة هو معرفتها ، وبعد المعرفة يسهل تسخير الحياة لأهداف البشر ، والذي لا يعترف بالمعرفة ، ويكذب بآيات الحقيقة ، بل لا يعترف بأن هناك واقعا عليه أن يوفق نفسه واعماله حسبه ، كيف يتسنى له تسخير الحياة؟! من منا يكفر بالحياة ، ويهدم على نفسه السلالم التي لا بد أن يتسلقها ، والخسارة الثانية انهم يخسرون مكانهم في الجنة ، ويدخلون النار.
ان التعبير القرآني يسمو الى منتهى اللطف والدقة حيث يقول :
(لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ)
ثم ان البشر يسمو بمعنوياته وبدعائه وبإيمانه وبإرادته وبرؤيته البعيدة ، وكل